كما هو حال النساء في الأزمات، يأتي حال البُعد النفسي والرعاية الذاتية، الذي نتناساه أو ننساه، ولا نرى له أهمية أو صلة بموضوع الأزمة بالرغم من تذكير العلماء الدائم بالارتباط الوثيق بين الصحة النفسية والرعاية الذاتية والصحة الجسمانية ومدى تأثيرهما على الجهاز المناعي، بل إن التوتر والقلق قد يؤديان إلى الإصابة بالكثير من الأمراض.
وتختلف ردود أفعال واستجابة الأفراد تجاه الكوارث والأزمات وفقاً لثقافتهم وخلفياتهم ومجتمعاتهم وبيئاتهم. فمنهم من يتسم بالمرونة، ومنهم من يتخذ عدم المبالاة منهجاً، ومنهم من يصاب بالذعر ومنهم من يُحكِم العقل، إلا أن الكل ينال من الأثر النفسي للكارثة أو الأزمة جانباً يُحدده مدى القدرة على التوازن والتأقلم والمواءمة والتقبل.
وإيماناً منها بقيمة التضامن النسوي، وانطلاقاً من مسئولية نظرة للدراسات النسوية تجاه النساء، وأهمية رفع وعيهن بشأن الحفاظ على الصحة النفسية والرعاية الذاتية، تأتي هذه الورقة للتركيز على بعض الجوانب المنسية رغم أهميتها، ومشاركة النساء بعض الخبرات لحماية صحتهن النفسية ورعايتهن الذاتية خلال الأزمات والتي يمكن أن يتبعنها نهجاً لما بعد الأزمات. فتقول الكاتبة والشاعرة الأمريكية مارجريت آن جونسون وشهرتها مايا أنجلو: "في كل مرة تقف امرأة بجانب نفسها وتدعم ذاتها..فإنها تقف بجانب جميع النساء وتدعمهن، دون أن تعرف ذلك وربما دون أن تعي ذلك".