رسالة تضامن | لنتضامن معا..لنبني معا

رسالة تضامن | لنتضامن معا..لنبني معا

بيان

28 مارس 2020

نعتقد مثل "جيردا لينر" بأن اليوم الذي ولدت فيه الأبوية، هو نفس اليوم الذي شهد ميلاد أول نسوية، هكذا ولدت النسويات بفعل المقاومة الأصيل، وتعلمت الحركات النسوية موجة تلو الأخرى كيف تقاوم هياكل التمييز والقهر وتعي للتقاطعات المختلفة لأوضاع النساء، وكيف تستطيع البناء والتطور في رحم الأزمات الكبرى.

رسخت الحركة النسوية باستمرار بذور التضامن النسوي والعمل الجماعي وقيمته وصدرتهم للعالم من خلال تجارب ملهمة، أغلبها تعكس رحلات من العمل المتفاني والتضحية واعتماد قيم النجاة الجماعية لتحسين أوضاع النساء.

ها نحن الآن نمر والإنسانية بأكملها بأزمة جديدة–ربما سيتم اعتبارها كأشد أزمات العصر الحديث، ويستعير العالم في أيام معدودة القيم النسوية ويعمل على نشرها، التضامن في الخوف والفقد والبناء، العمل الجماعي والمسؤولية تجاه نجاتنا سويا، التشاركية والارتباط العالمي في فهم الأزمة وسبل تخطيها رغم اختلاف السياقات.

تأتي أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) ليس لتهديد حيواتنا فقط، بل لتهدد كل النساء باحتمالات تضاعف صور التمييز والقهر ضدهن، فنعيد التفكير حول مفهوم نجاة تلك النساء، ونعيد النظر إلى التقاطعات المختلفة لحيوات النساء.

تأتي تلك الأزمة ونحن نعلم كنساء ونسويات حجم المخاوف والأعباء والمخاطر التي نواجهها، كما نعلم أن لدينا أدوارا هامة نحو الإنسانية يشهد لنا التاريخ بالقيام بها في أوقات مثل تلك، ونعلم أيضاً كيف يمكننا العمل سويا لتطوير قيم التضامن النسوي ومسؤولية كل منا تجاه الأخريات وتجاه قضايانا.

نعلم تماما أنه يمكننا أن نبني معا جسورا نعبر بها الخوف والخطر، ونبني مرة أخرى انطلاقة جديدة في تاريخ الحركة النسوية.

هذه الرسالة في ظل تلك الأزمة العالمية، هو تذكير لنا ولكل الناشطات النسويات حول العالم بأننا نعرف ما الذي علينا فعله الآن.

نعرف أن هذا هو وقت التمسك بقيمنا وقضايانا، وقت أن نتشارك خبراتنا معا، أن نتشارك آلامنا ومخاوفنا معا، أن نتشارك الوعي ونطوره معا، وقت أن نتبادل الأفكار والدعم والتضامن النسوي فيما بيننا، وقت لنبني معا.

رابط دائمhttp://nazra.org/node/691