شهدت السودان ثورة انطلقت في ديسمبر 2018 ونجحت بالإطاحة بنظام البشير في أبريل 2019، سجلت خلالها نساء السودان بشجاعة موقفهن من الاستبداد وغياب العدالة التي طالت حقوقهن لسنوات، وفي محاولات ميليشيات النظام لكسر إرادة المتظاهرين/ات ارتُكِبت عدد من الانتهاكات الجسيمة بحق النساء أبرزها الجرائم التي صاحبت فض اعتصام القيادة العامة، جرائم قتل وإصابات واغتصاب واعتداءات جنسية ممنهجة طالت النساء والمدافعات عن حقوق الإنسان بالسودان تذكر العالم كيف تتعرض نساء السودان للاغتصاب منذ سنوات والتي ظهرت جلية في اغتصابات دارفور لتترك لهن جروح غائرة دون أن توقف نضالاتهن وإصرارهن على الحرية والتغيير.
ومع بدء مرحلة جديدة للانتقال الديمقراطي في السودان، عملت الحركة النسوية السودانية والمدافعات عن حقوق الإنسان لتحقيق مكتسبات للنساء والإصرار على تحقيق العدالة للنساء لمن تعرضن لجرائم وانتهاكات جنسية، ومواجهة العنف الممنهج ضد النساء والمقبول والمرحب به مجتمعياً ويصاحبه لوم للنساء؛ بخطابات واقتراح آليات لمواجهة ذلك وتحسين أوضاع النساء عامة ويظهر حال الحركة النسوية السودانية كأي حركة نسوية تواجه العديد من التحديات والصعوبات ومن ثم وجب علينا دعم جهودها ومساندتها للعبور معهن بواقع أفضل لنساء السودان.
في بلد شهد جرائم اغتصاب واعتداءات جنسية ممنهجة ضد النساء، وله تاريخ من تعرض النساء للعنف والتحكم بحرياتهن الشخصية وقدرتهن على الحركة ومحاكمتهن في بعض الأوقات على ممارسة أبسط حقوقهن أو محاولات حماية أنفسهن من العنف، لا شك أن هذا التاريخ لم يترك فقط كثيراً من الصدمات والجروح العميقة للناجيات، بل ترك بيئة مجتمعية شهدت كل هذا العنف تجاه النساء وتفاعلت معه وهو ما يهدد بعودة مظاهر العنف ضدهن سواء من أفراد المجتمع أو فاعلي الدولة.
لنساء السودان الحق في وجود آليات وتشريعات لمحاسبة كل المتورطين في أعمال عنف ضدهن، من خلال لجان محاسبة محايدة وعادلة وحساسة لقضايا النوع الاجتماعي، والحق في الحماية من خلال دستور وتشريعات تُقر بحقوق النساء وتُلزم كافة الأطراف بحمايتهن من العنف في المجال العام والخاص، والعمل على ضمان نفاذ وتطبيق تلك التشريعات بالسبل التي تحقق أغراضها وتضمن سلامة النساء ووصولهن للعدالة.
تحية لكل نضالات نساء السودان، والحركة النسوية السودانية والمدافعات عن حقوق الإنسان بالسودان.. لكن كل الدعم والتضامن والمساندة.