نحن ناشطات ومجموعات نسوية من عدة دول بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نؤمن بقيمة تضامننا معاً ونعي أن لدينا ما يجمعنا من عوامل سياسية واجتماعية وثقافية مشتركة على اختلافات سياقاتنا، شهدنا كيف لعبت الثورات والحراكات الواسعة في المنطقة منذ أواخر العام 2010 وإلى الآن دوراً كبيراً في إعادة صياغة مطالب النساء وعلاقتهن بالمجال العام، وكل ما تطلبه ذلك من إعمال لحقوقهن وانتصار لمعاركهن في المجال الخاص، كما نعي أهمية المناصرة الدولية كأداة عمل لتحقيق مطالبنا، وقيمة التضامن النسوي العالمي وكيف أن حراكنا هنا ونضالاتنا ليست بمعزل عن العالم والمشهد الدولي؛ منذ العام 1995 أهدى انعقاد مؤتمر بيجين العالمي للحركة النسوية والمدافعات عن حقوق النساء في منطقتنا نقطة تحول في وعي وأدوات المجموعات النسوية المختلفة وقدرتهن على إيصال أصواتهن وسردياتهن، لم يعد هناك سردية واحدة عن حيوات النساء وحقوقهن بل سنحت الفرص لإعادة تصحيح الصور المغلوطة عن نساء هذه المنطقة.
وبعد مرور 25 عاماً من بداية تجارب ونضالات ملهمة، قررنا الانطلاق مرة أخرى، ولكن معاً، نحو بيجين 25+ في دعوة لمراجعة موقعنا وموقع قضايانا وأدواتنا وقدرتنا على العمل والوصول، وإعادة قراءة ما تمر به سياقاتنا من تحولات وتقاطعها مع العالم. ننطلق معاً مرة أخرى غير منعزلات عن جهود من سبقونا داخل الحركة النسوية لإعادة سردياتنا وأصواتنا إلى أجندة المجتمع الدولي، بإدراك كيف أصبحت مواقعنا وقضايانا تتعرض للاستبعاد، وكيف أن حسابات سياسية محلية ودولية قد همشت الكثير من أصواتنا، وبمشاهدة الكثير من الصور النمطية عما تعانيه وتحتاجه نساء المنطقة تعود من جديد لتختزل واقعنا، وبإيمان عميق أننا بعمل جاد مشترك قادرات على إيصال أصواتنا وأجندتنا دون أن يتحدث عنا سوانا.
من هنا قررنا إطلاق "التحالف النسوي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لبيجين 25+"، بهدف العمل على أجندة نسوية واعية لكل التغيرات السياسية والاجتماعية التي حلت بهذه المنطقة وأثرت على سياقاتنا ومستجيبة لاحتياجات النساء في ظل هذا الواقع المأزوم، وتركز على ثلاثة محاور محددة لمنهاج عمل بيجين وهي قضية العنف ضد النساء والمدافعات عن حقوق الإنسان في إطار محور الحقوق الإنسانية للنساء وقضايا النساء في الصراع وسبل إحلال الأمن. نسعى لجذب الضوء نحو أولوية قضايانا في قمة بيجين القادمة، وقد آثرنا أن تصل بأصواتنا وجهودنا في ظروف لم تخلو من عنف وتهميش وتشويه واستهداف مستمر، قانعات أن مازال هناك وقت، وأن طريقنا لبيجين مجرد البداية نحو إحداث نقطة تحول جديدة تنتصر لمعاناة النساء ولكل نضالات من سبقونا من أجيال الحركة النسوية.