اليوم، تطلق نظرة للدراسات النسوية حملة "نضالاتنا مستمرة" بمناسبة يوم  8 مارس، والذي يوافق اليوم العالمي للمرأة، ويمثل للنساء وللحركة النسوية وللمدافعات عن حقوق الإنسان حول العالم فرصة للتأكيد على النضالات المختلفة من أجل حقوق النساء، وللتذكير ليس فقط بإنجازاتهن عبر التاريخ بل أيضاً بالأثمان التي تدفعها المدافعات عن حقوق الإنسان والناشطات النسويات لتحسين حيوات النساء وإقرار حقوقهن.

وفي ظل الأوضاع الحالية التي تحيط بمصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بعد ما يقرب من 10 سنوات من انطلاق عدد من الثورات والحراكات في هذه المنطقة، أكدت خلالها النساء والحركة النسوية والمدافعات عن حقوق الإنسان على أدوارهن وقدرتهن على المطالبة بالتغيير نحو واقع أكثر عدالة وديمقراطية، بل وصناعته، واقع لا يمكن تجاهله ويؤكد على ضرورة الاعتراف بحقوقهن وتأمين وتعزيز مشاركتهن في المجال العام وبالضرورة صون حقوقهن في المجال الخاص، بعد ما تم تحقيقه من مكتسبات لصالح النساء علماً بأنهن مازلن يدفعن بالغ الأثمان لتحقيق المزيد.

يأتي هذا العام ليشهد استمرار واقع غير الذي حلمنا به، واقع متأزم وغير داعم للمدافعات عن حقوق الإنسان ومنهن النسويات، واقع يتأرجح ما بين أوضاع النزاع أو استقرار أنظمة غير ديمقراطية أو صعود لقوى دينية وطائفية ناهينا عن مجتمعات أبوية لا ترحب بتواجد النساء خارج الأطر التقليدية.

هذا الواقع تتعرض فيه الحركة النسوية والمدافعات عن حقوق الإنسان لأشكال مختلفة من الاستهداف والتضييق والتهميش والارتداد على منجزاتهن وعلى مكتسبات النساء. ومازال سؤال حقوق النساء يتبعه العديد من المخاطر وقوى تعمل جاهدة لإسكاته أو وضعه في إطار جامد لا يسمح بنمو وازدهار تلك الحركة.

لذا، تطلق نظرة حملتها اليوم للتذكير بالمدافعات عن حقوق الإنسان والناشطات النسويات من هذه المنطقة اللاتي يتعرضن للاستهداف والعنف أو من هن غير قادرات على مشاركتنا اليوم بسبب وجودهن داخل أروقة السجون نتيجة نشاطهن في الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق النساء. تنطلق هذه الحملة كمناصرة للمعتقلات والمحتجزات منهم والمطالبة بإطلاق فوري لسراحهن وكذلك لمناصرة من يتعرضن للاستهداف والتضييق والعنف في ظل واقع غير منصف.

هذه الحملة تسلط الضوء على أوضاع ونضالات المدافعات عن حقوق الإنسان والمدافعات عن حقوق النساء من قلب الحركة النسوية من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الجسر الزمني الممتد من 8 مارس، اليوم العالمي للمرأة، إلى يوم 16 مارس والذي يوافق يوم المرأة المصرية، ولتؤكد أيضاً على أن نضالاتنا جميعاً من أجل حقوق النساء لم ولن تنتهي.

تتضمن الحملة تصميمات بصرية يومية على منصاتنا بمواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و "تويتر"، تذكرنا بأوضاع ونضالات المدافعات عن حقوق الإنسان وناشطات نسويات وندعوكن لمشاركتنا بالدعم والمناصرة والتدوين عن تلك النساء وغيرهن.