تختتم اليوم نظرة للدراسات النسوية حملة "عام مغلق" والتي انطلقت في الخامس والعشرين من نوفمبر في إطار المشاركة في الحملة العالمية 16 يوم من النشاط لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي وامتدت حتى اليوم، العاشر من ديسمبر، وأهدتها نظرة لكل النساء اللاتي ناضلن عبر تاريخ مصر ضد التمييز والعنف والقهر، وخاصة نساء وفتيات ثورة يناير، وفي قلبهن الحركة النسوية المصرية التي يحفل تاريخها بالنضالات والتضحيات من أجل الدفاع عن حقوق النساء. وبشكل خاص تم إهداؤها للمدافعات عن حقوق الإنسان المحتجزات في السجون المصرية الناشطة النسوية أسماء دعبيس، والصحفية إسراء عبد الفتاح، والمحامية ماهينور المصري. ولم تمض أيام من بدء الحملة حتى تم القبض على الصحفية والمدافعة عن حقوق الإنسان سولافة مجدي.
هدفت حملة "عام مغلق" لتسليط الضوء على الوضع الحالي للمجال العام الذي أُغلقت مساحاته أمام مشاركة النساء نتيجة التصاعد المستمر في حدة العنف بحق النساء والمدافعات عن حقوق الإنسان والمنظمات النسوية، وتمثل في حملات قبض واسعة استهدفت متظاهرات وناشطات وعمليات قبض واختطاف واحتجاز لمدافعات عن حقوق الإنسان، واستهداف وحملات تشويه وتحريض ضد مدافعات عن حقوق الإنسان وناشطات ومنظمات نسوية.
اشتبكت الحملة مع الاستراتيجيات الوطنية وجدية تعامل الدولة مع مسؤولياتها في حماية وتمكين النساء مقابل تزايد حدة الانتهاكات والاستهداف لنساء ومدافعات عن حقوق الإنسان ومنظمات نسوية، فنشرت ورقة معرفية بعنوان "بعد عامين من إقرار استراتيجية التمكين 2030، أوضاع النساء مابين وعود لم تتحقق ومجال عام مغلق. وورقة سياسات بعنوان "قبل عام من انتهاء صلاحيتها: الاستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ضد النساء بين المكاسب والإخفاقات".
كما اهتمت الحملة بإلقاء الضوء على أوضاع التمكين السياسي للنساء وطرح سؤال عن إمكانية تطبيق الاستحقاقات الدستورية أو وعود الدولة للنساء في ظل سياسات تقييد المجال العام من خلال نشر مجموعة من صور "الإنفوجراف" بعنوان "تمكين النساء من العمل السياسي ومواقع صنع القرار"، فضلا عن التركيز على عرض حقائق عن الانتهاكات بحق النساء والمدافعات عن حقوق الإنسان على خلفية أرائهن، الاستهداف المستمر لمنظمات نسوية، و شهادات لمدافعات عن حقوق الإنسان يصفن إحساسهن الحالي تجاه مجال عام مغلق أمامهن، و من خلال مجموعات من التصميمات البصرية والإنفوجراف.
وفي اليوم العالمي للمدافعات عن حقوق الإنسان، 29 نوفمبر، أطلقت الحملة بيان تحية للمدافعات عن حقوق الإنسان في مصر وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفي العالم، كما تم نشر بروفايلات للمدافعات عن حقوق الإنسان الناشطة النسوية أسماء دعبيس والصحفية إسراء عبد الفتاح والمحامية ماهينور المصري والصحفية سولافة مجدي المحتجزات في السجون المصرية بسبب نضالاتهن من مواقع مختلفة كمدافعات عن حقوق الإنسان.
وأخيرا، أطلقت الحملة يوم للتغريد تشرت خلاله مجموعة من التغريدات عن الانتهاكات ضد المدافعات عن حقوق الإنسان المصريات كمشاركة في حملة "هي مدافعة" التي أطلقها التحالف الإقليمي للمدافعات عن حقوق الإنسان بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
في يوم ختام الحملة، 10 ديسمبر، والذي يوافق اليوم العالمي لحقوق الإنسان، توجه نظرة تحيتها للمدافعات عن حقوق الإنسان الناشطة النسوية أسماء دعبيس والصحفية إسراء عبد الفتاح والمحامية ماهينور المصري والصحفية سولافة مجدي، وتطالب الدولة المصرية بالإفراج الفوري عنهن. كما تتوجه نظرة للدراسات النسوية بسؤالها حول مسؤولة الدولة من حق النساء في الحماية من العنف في المجالين العام والخاص، ومن حقهن في التمتع بمجال عام آمن والمشاركة السياسية والعامة والتعبير عن أرائهن بحرية، ومسؤوليتها من ضمان والتأكيد على مشروعية العمل في الدفاع عن حقوق النساء في ظل ما تم عرضه خلال الحملة من صور لتهديدات وعنف واستهداف بحق نساء ومدافعات عن حقوق الإنسان ومنظمات نسوية، وفي ظل كل ما يفرضه ذلك من تعزيز للقيم والأطر الأبوية التي تتعرض لها النساء في المجال الخاص والعام وتحرمهن أبسط حقوقهن وتشجع على مزيد من العنف والتمييز ضدهن.