فريق نظرة يكتب عن د. ماجدة عدلي ومركز النديم لعلاج وتأهيل ضحايا العنف والتعذيب… دور متميز داخل الحركة الحقوقية المصرية

تدوينة

14 أبريل 2016

يمر مركز النديم لعلاج وتأهيل ضحايا العنف والتعذيب بمحاولات حثيثة من قبل السلطات المصرية لإغلاقه. مركز النديم الملاذ للعديد من ضحايا وناجيات العنف والتعذيب لسنوات طويلة يتعرض للإغلاق. وفي هذه الظروف نتذكر نحن كفريق عمل "نظرة للدراسات النسوية" دور هذا المركز ودور إحدى مؤسساته، الدكتورة ماجدة عدلي في تشكيل وعينا ومساندتنا لنقدم دور  للنضال ضد ظاهرة العنف الجنسي. إن ما قامت ولاتزال تقوم به الدكتورة ماجدة عدلي هو بالنسبة لنا تجسيدا لما قرأناه حول تعاقب أجيال الحركة النسوية ونقل الخبرات و المشاركه والتضامن. جلسنا كفريق عمل نتذكر ما قامت به الدكتورة ماجدة عدلي وعزمنا أن نكتب تدوينة مجمعة لا يمكن أن تذكر كل ما قامت به هذه السيدة بدءاً من إرشادنا ونهاية بدعمنا ونحاول في السطور القادمة ذكر بعض المواقف.

لقد تعلم فريق "نظرة للدراسات النسوية" الكثير من الدكتورة ماجدة عدلي وخبرة مركز النديم في العمل على قضايا العنف الجنسي في المجال العام.  نتذكر بابتسامة مصحوبة بسعادة وفخر الإرشادات الحاسمة والرقيقة في نفس الوقت في التعامل مع الناجيات من تلك الجرائم، والتواضع الشديد الذي اتسم به في العمل معنا جانبا إلى جنب على هذه القضية، فضلا عن القيم والسمات المتعلقة بكيفية التعامل مع الناجيات واعطائهن الأولوية والخيارات، وعدم أخذ القرارات بالنيابة عنهن، وعدم الإنجراف وراء أهداف يمكن أن تكون مفيدة للقضية بشكل عام، ولكن قد  تؤثر سلبيا على الناجيات.

إن العمل مع الدكتورة ماجدة عدلي عن قرب في هذه القضية جعلنا نشعر بالأمان بالرغم من كل ما واجهناه من صعوبات وإحباطات واجهناها جميعا، ظلت أبواب هذا المكان "مركز النديم" مفتوحة أمامنا وظلت الدكتورة ماجدة عدلي متواجدة بابتسامتها ونصائحها نلجأ لها ونستشيروها في كل صغيرة وكبيرة دون أن تشعرنا أننا نمثل حمل ثقيل عليها، فكانت لا تكل ولا تمل، ولا تبخل أبداً في مشاركة خبراتها، واعطائنا الشعور بأننا قادرات على التعامل مع مواقف عديدة إشكالية ومربكة ومؤلمة، بل كانت تحاول دائما أن تنقل لنا الشعور أننا نقوم بحل الأزمات وحدنا. كانت دائماً تشرح أكثر الإشكاليات تعقيداً بابتسامتها الرقيقة، ونبرة صوتها الحنونة، ومداعبتها خفيفة الظل في ذات الوقت. وفي أوقات ثقل كتفيها بالعمل مع ضحايا وناجيات كثر، أو تحملها هموم عديدة، تستجيب لدعوات إلقاء المحاضرات في المدرسة النسوية وتتعامل مع المتدربات والمتدربين بكل حب وتواضع وسعة صدر.   

ومنذ إنشاء مركز النديم لعلاج وتأهيل ضحايا العنف والتعذيب في عام 1993، قام المركز بتقديم الدعم الطبي والنفسي والقانوني والتأهيل المجتمعي للآلاف من ضحايا التعذيب دون كلل أو ملل حتى  وصل الأمر إلى الاعتداء على الدكتورة ماجدة عدلي، إحدى مؤسساته، وهو الاعتداء الذي نتج عنه جرح قطعي في الجبهة وكسر بالكتف، كما تم الاعتداء على الدكتورة منى حامد. وفي عام 2005 كانت الدكتورة ماجدة عدلي إحدى المشاركات في مظاهرة رفض الإستفتاء على التعديلات الدستورية في 25 مايو 2005 (والمعروفة بالأربعاء الأسود)، وكانت شاهدة على وقائع الإعتداء الجنسي على المتظاهرات والصحفيات، أمام ضريح سعد زغلول ونقابة الصحفيين في ذلك اليوم. إن تلك الأحداث لا تعبر عن شيء سوى عن شجاعة العاملات في هذا المركز وإصرارهن في عدم التهاون في الإفصاح عن الإنتهاكات. كما قدّم مركز النديم الدعم والمشورة لسيدات عديدة تعرضن لعنف أسري، وقام في عام 2007 بتقديم مشروع قانون عن العنف الأسري بالتعاون مع العديد من الجمعيات والفاعلين والفاعلات المختلفين، والذي يحفظ حق الزوجة في حالة التعدي عليها.

لم تساوم تلك النساء على قناعتها وإيمانها بوطن أفضل يحترم فيه حقوق المواطنين والمواطنات ويتوقف عن تعذيب المواطنين. ونتذكر مقولة الدكتورة ماجدة عدلي: "لو عايزنا نبطل شغل... يبطلوا تعذيب". 

رابط دائمhttp://nazra.org/node/482