مبادئ ومهارات عامة حول توثيق الانتهاكات الجنسية

نشرة

30 أبريل 2013

يعتبر توثيق قصص الناجيات من وقائع الاغتصاب الجماعي والاعتداءات الجنسية من الأمور الهامة للغاية لاعتبارات عديدة من بينها المساعدة في تحليل الأبعاد الاجتماعية والثقافية والسياسية لتلك الجرائم ومحاولة الوصول للجذور التي أدت إلي وقوعها. وفي خضم الجهود الجمعية للمجموعات النسوية ومنظمات حقوق الإنسان لتوثيق شهادات الناجيات من مختلف أشكال الاعتداءات الجنسية التي وقعت على مدار عامي 2011 و2012 وجدنا نقص واضح في وجود أدبيات باللغة العربية مرتبطة بالسياق الثقافي والاجتماعي لمصر تساعد وترشد في تبني منهجية علمية في التوثيق تضمن الوصول للمعلومات من ناجيات واحترام خصوصيتهن.

من هنا جاءت فكرة هذه الورقة والتي تعتبر نتاج لسلسلة من الجلسات والمناقشات* مع عدد كبير من الناشطات والناشطين والمتطوعات والمتطوعين المعنيين بتوثيق الانتهاكات وجرائم العنف والاعتداءات الجنسية والتصدي لها.

أولا: التوثيق الحقوقي

تكمن أهمية توثيق انتهاكات حقوق الإنسان المختلفة في الوصول إلي معلومات دقيقة وسليمة يتم توظيفها في مراحل الدفاع عن قضية محددة للوصول إلي نتيجة معينة.

نوثق انتهاكات حقوق الإنسان:
- لرؤية المشكلة وطبيعتها بوضوح ودقة.
- لأن التوثيق هو جزء من عملية التغيير الإجتماعي والسياسي والثقافي.
- للضغط من أجل تحقيق العدالة لضحايا الإنتهاكات.
- لكي نضمن أن تلك الإنتهاكات مازالت حاضرة في الأذهان ولم يتم نسيانها.

العناصر التي يجب أن تتوفر في التوثيق:
- مكان وتوقيت وكيفية وقوع الاعتداءات.
- المساعدة في التعرف على المعتدي والقائم بالانتهاك.
- المساعدة في الاشارة للحلول والتغييرات التي يمكن أن تمنع أو تحد من هذه الانتهاكات في المستقبل.

التوثيق الفعال يجب أن يوضح:
- من هم الضحايا والمعتدين والشهود.
- ماذا حدث وكيف.
- أين وقع الاعتداء.
- متى وقع الاعتداء.

هناك ثلاثة أنواع رئيسية من التوثيق:
- التوثيق الإحصائي: وهو تحليل الأعداد والأرقام الإجمالية.
- التوثيق السردي: تفصيل للشهادات والروايات الفردية للاعتداءات.
- التوثيق العلمي: الذي يتضمن أدلة طبية وتقارير الطب الشرعي.

وفي معظم الأوقات يتم اختيار النوع الأفضل للتوثيق وفقا لطبيعة ونوعية الانتهاكات. فعلي سبيل المثال، في حالة حوادث الاغتصاب والاعتداءات الجنسية التي وقعت في ميدان التحرير والشوارع المحيطة به منذ 23 نوفمبر 2012 وحتى بدايات فبراير 2013 سوف يكون من الصعب الاعتماد على التوثيق الإحصائي بسبب عدم وجود رصد حصري لعدد الناجيات ومع جهود المنظمات الحقوقية في التوثيق فإن هناك حالات لم يتم التوصل إليها. وهنا تأتي أهمية التوثيق السردي الذي يعتمد على شهادات الناجيات والشهود لأن ذلك النوع من التوثيق يمنحنا القدرة على رؤية السياق السياسي والإجتماعي.

وفي بعض الأحول تعتمد منظمات حقوق الإنسان في تقاريرها على المزج ما بين الثلاث أنواع.

ثانيا: أساسيات عملية التوثيق

- في حالات الطوارئ، يجب أن يكون أول ما يقدم ويتوفر للناجيات من الاغتصاب أو العنف الجنسي هو الفحوصات الطبية، وبعد ذلك يأتي دور الدعم النفسي.

- بعد الانتهاء الفحوصات الطبية والنفسية، تأتي خطوة سماع شهاداتهن عما حدث لهن في حالة استعدادهن للحديث.

- يجب أن ننتبه أن مقابلتنا مع الناجيات التي تهدف إلي التوثيق قد الفرصة الأولى لهن لرواية قصتهن عما حدث لشخص يثقن به.

- يجب أن نتذكر عند القيام بالتوثيق أننا لسنا وكلاء نيابة أو محللين وأن مهمتنا الأساسية هي مساندتهن والوقوف إلي جانبهن.

كل مقابلة ينبغي بقدر الإمكان أن تجيب على خمسة أسئلة أساسية:
1- من ( كل ما يمكن أن يقال عن الناجية والمعتدي والشهود).
2- ماذا حدث (طبيعة الاعتداء).
3- أين حدثت الواقعة.
4- متى حدثت.
5- كيف حدثت (رواية مفصلة عن الحدث).

- بما أنه لا يجوز أن نتعامل مع الناجيات على أنهن مجرد ضحايا فإنه لا يجوز أن نسألهن فقط عن وقائع ما حدث لهن من انتهاكات جنسية ويفضل أن نحاول اجراء محادثات معهن عن حياتهن بشكل عام وليس فقط تفاصيل الاعتداء.

- يجب أن تشعر الناجيات بأننا مهتمون بهن كأشخاص وليس كحالات وبيانات نوثقها.

- اجراء أحاديث عامة مع الناجيات قد يكون فرصة مناسبة للتعرف على معلومات أساسية مثل تاريخ ومكان الولادة، محل الإقامة ، المهنة....الخ.

- يفضل أن ندعهن يروين القصة في البداية.

- يجب أن ننتبه إلى أن تجربة معظم الناجيات اللاتي تعرضن لتلك الانتهاكات تكون بمثابة نقطة فاصلة وعنيفة في حياتهن.

- منح الناجيات الفرصة لسرد القصة بالطريقة التي يفضلنها قد يكون شيئا مفيدا وفعالا في تعافيهن.

- يفضل التعامل دائما كما لو كنا أول شخص يسمع الشهادة وأن نتعامل مع ذلك باحترام.

- يفضل تدوين الملاحظات بعناية وحرص حتى نتمكن من العودة وملء التفاصيل التي نود استكمالها والأجزاء المنسية.

التفاصيل مهمة للغاية:
- فإنها قد تساعد على تحديد هوية المعتدي (مثل لون الملابس، الأماكن المحيطة بمكان الإعتداء).

- التفاصيل يمكن أن تساعد على توضيح الحقائق فكلما زادت التفاصيل كلما أصبحت الشهادات أكثر وضوحا وإقناعا وكلما زادت إمكانية إثبات صحة ما ورد في الشهادة.

- يفضل السؤال عن التفاصيل بطريقة حساسة وسلسة، وأن نتوقف فورا إذا أحسسنا أن الأسئلة أصبحت غير مريحة لهن.

- يجب أن نضع في اعتبارنا أن الناجيات هن المركز الذي تدور حوله الشهادات، وبالتالي لا يجوز إقحام الانحياز أو الآراء أو القصص الشخصية أثناء توثيق الشهادات.

- يفضل أن نتعاطف، ونظهر اهتمامنا، ونستمع بشكل جيد وحقيقي.

- الناجيات التي تتم مقابلتهن يحتجن منا إلى إظهار الدعم والاهتمام، وليس إلي غضبنا، وبالتالي لا يجوز بأي شكل من الأشكال أن نعبر عن غضب أمامهن فهذا آخر شيء قد يردن أن نشاركه معهن ويتعرضن له.

- يجب الحصول على موافقة صريحة من الناجية التي نحاورها في البداية.

- يفضل أن نقول للناجيات بدقة كيف سنقوم باستخدام معلوماتهن، إذا كان الغرض هو النشر فلنشرح الطريقة والآليات التي سيتم بها نشر الشهادات. يفضل أيضا أن نكون نقوم بتوضيح من سيقرأ شهاداتهن ونفس الشيء بالنسبة للنتائج والعواقب المحتملة.

- يفضل أن يقمن الناجيات باختيار الطريقة الأنسب لهن للتعامل مع معلوماتهن الشخصية، فهناك أكثر من طريقة:
1- استخدام أسمائهن في التقرير وأي معلومات شخصية أخرى بشكل واضح.
2- نشر شهاداتهن بدون ذكر أسمائهن وبعض تفاصيل الهوية.
3- استخدام الشهادة فقط فيما بين أفراد المنظمة أو المجموعة التي تقوم بتوثيق الشهادة.

- بالنسبة لأغلب الناجيات، استعادة شعور السيطرة على أجسادهن وحياتهن جزء أساسي من عملية خروجهن النفسي من واقعة الانتهاك أو الاغتصاب ولذلك ينبغي أثناء المقابلة أن نحترم رغباتهن دائما وأن نحقق ذلك من خلال منحهن أقصى قدر من السيطرة على ما يقلن دون أي تدخل منا.

- يجب أن تقوم بمقابلة النساء الناجيات من الاعتداء الجنسي نساء، وأن يقوم الرجال بمقابلة الرجال، إلا في حالات نادرة عندما تكون المقابلة عاجلة وطارئة ولا يوجد بدائل أخرى.

إذا كانت الضحية من متحولي النوع الاجتماعي -أي رجل يفضل تقديم نفسه اجتماعيا كامرأة أو امرأة تفضل تقديم نفسها اجتماعيا كرجل- ينبغي إجراء المقابلة من قبل النوع الاجتماعي الذي يفضلون أو يشعرون بالراحة في التعامل معه سواء كان رجلا أو امرأة.

- يفضل إجراء المقابلة في مكان هادئ و آمن.

- في حال الاستعانة بمترجمين أو بمترجمات يفضل أن يتصفوا بـ:
1- التعاطف.
2- الترجمة بدقة عالية.
3- تفهم ظروف الناجيات وبالتالي الالتزام السرية.

- يفضل التحدث مع الناجيات واحدة تلو الآخر على حدى، وإذا استدعت الضرورة إجراء المقابلة مع مجموعة من الناجيات لأي سبب من الأسباب يتعين وضع قواعد مشتركة للسرية والسلامة، والتأكد من منح جميع الناجيات الفرصة الكاملة للتحدث عما تعرضن له.

- يفضل ألا يكون هناك حواجز بيننا وبين الناجيات وبالتالي يفضل عدم الجلوس وراء مكتب و ضبط اللغة لتناسب لغة الناجية نفسها وبالشكل الذي يجعلها تتجاوب براحة تامة.

- لا يجوز أن نوجه للناجيات أي أسئلة تحمل في طياتها حكم شخصي، مثل لماذا لم تفعلين كذا.

- لا يجوز منح الناجيات أي وعود لن نستطيع الإلتزام بها.

- فيما عد الحالات التي نضطر فيها لتوثيق شهادة أكثر من ناجية في نفس الوقت والمكان، لا يجوز التلميح لأي معلومة اكتسبناها من مقابلة سابقة أبدا فهذا يرسل للناجيات رسالة واضحة بأنه لا يمكن الوثوق بنا.

- يفضل تجنب الأسئلة التي تبدأ بـ "لماذا"، فهي دائما إما تحمل إشارات بإلقاء اللوم على الناجية مثل: لماذا ذهبت لميدان التحرير - لماذا لم تهربي - لماذا قمت بارتداء تلك الملابس، أو أنها تعطي إيحاء بأننا نطلب منها التكهن بأشياء لا تعرفها مثل: لماذا برأيك إختاروكي - لماذا لم يساعدك أحد.

- في البداية يفضل بقدر الإمكان أن ندع الناجية تروي ما حدث بدون مقاطعة أو تدخل.

- يفضل ملاحظة الأجزاء التي تتأثر الناجية أثناء ذكرها عاطفيا وأن نعود إلى تلك التفاصيل بحذر وحساسية شديدة في حالة ضرورة.

أشياء يفضل عدم فعلها:
1- أن نسأل أسئلة صادمة أو جارحة، مثل: هل فعل الضابط كذا فعلا.

2- أن نبادر الناجية بالسؤال إذا أحسسنا بجزء مفقود من الرواية، ويفضل بدلا من ذلك أن نحاول العودة إلى هذا الجزء بطريقة تضمن الاحترام وتنم عن تفهمنا وإدراكنا لحساسية الموقف كأن نقول "أعلم أن ما حدث ذلك اليوم من الصعب جداً لك أن تتحدثي عنه، وأنا أتفهم ذلك تماما، ولكن أريد فقط أن اسأل إذا كان هناك أي شيء آخر تودين أن تخبريني به".

3- في بعض الأحيان (على سبيل المثال مع الأطفال) يفضل طلب رسم صورة بدلا من التحدث عن قصة مؤلمة لأن هذا يجعل عملية التوثيق أكثر فعالية.

معايير متعلقة بالوقت: 
- يفضل ألا نتأخر عن الموعد، وألا نغضب إذا تأخرت الناجية.

- يجب ألا نتعجل فالمقابلة الناجحة تستغرق على الأقل ساعتين.

- يفضل ترك بعض الوقت في النهاية لإجابة أي أسئلة لدينا أو لدى الناجية، أو لنرى إن كنا سنحتاج إلى إحالة الناجية إلى أطباء أو أخصائيين نفسيين مثلا أو إلى محاميين من أجل استشارة قانونية.

- إذا كنا تحت ضغط وقت ضيق، أو إذا كنا نجري المقابلة في السجن و لدينا 15 دقيقة فقط مثلا، يجب شرح الوقت المتاح من البداية وأن نطلب من الناجيات محاولة رواية القصة في 10 دقائق وأن نترك 5 دقائق أخرى للأسئلة.

ملحوظة: ليست كل الشهادات موثوق في صحتها
فبجانب نسيان بعض الوقائع أو تأثير الصدمات النفسية، بعض الناجيات قد يبالغن أو حتى يكذبن في رواياتهن ولكن علينا أن نتذكر أننا لسنا وكلاء نيابة وبالتالي لا يجوز استجواب من نحاورهن ولكن في الوقت نفسه لا يجوز مساعدتهن بالتظاهر بأننا لم نلاحظ السهو/التناقضات والأشياء التي لا تبدو صحيحة أو منطقية لأنه إذا لم نلفت إنتباههن إليهم، شخص آخر سيفعل ذلك.

- بشكل عام، يجب عدم اتهام أي ناجية بالكذب فمهمتنا هي مساعدتهن على التعبير عن الحقيقة كما يرونها وفي إذا شعرنا أن المقابلة التي قم بإجرائها غير موثوق فيها يمكننا ألا نستخدمها.

ملحوظة: يفضل أن نقوم بإعداد ببعض وسائل الاتصال والبيانات الخاصة بمصادر مختلفة
1- منظمات ومجموعات وأفراد عاملين في مجال الدعم القانوني.

2- منظمات ومجموعات نشطاء لدعم القضية ما أو متابعتها.

3- منظمات ومجموعات وأفراد عاملين في مجال الرعاية الطبية والنفسية.

الصدمة:
1- قد تتسبب رواية القصة في إصابة الناجيات بصدمة أخرى و هذا يستدعي أهمية وجود بعض الأطباء والأخصائيين النفسيين.

2- قد نصاب بأذى أو ألم نفسي عند سماع الشهادة أو سلسلة من القصص، لذا يجب أن نأخذ ذلك الأمر في الاعتبار قبل التعامل مع مهمة كهذه ويفضل الحديث مع استشاري أو استشارية نفسية قبل القيام بالتوثيق.

3- ليس علينا محاولة الظهور بمظهر الأقوياء من أجل الآخرين.

4- يفضل أن نكون حساسين ومنتبهين للغة الجسد سواء من جانبنا أو جانب الناجيات.

5- يفضل أن نكون منتبهين دائما لأي علامات تدل على عودة الصدمة للناجية مرة أخرى:
• ازدياد مفاجئ في العصبية.
• تردد واضح وقوي.
• عدم القدرة على الكلام.
• النظر بعيدا أو لأسفل.
• العرق.
• التنفس السريع أو صعوبة التنفس.

6- يفضل سؤال الناجية إذا كانت تريد التوقف  وأن نخبرها بأنه يمكننا البدأ من جديد في وقت لاحق ويجب إذا أحسسنا أن الناجية تعاني من ضغط/إجهاد شديد أن نوقف المقابلة فوراً.

7- من الممكن أن نصاب نحن بصدمة نفسية أثناء المقابلة، كيف نتغلب على هذا بفاعلية:
• إذا كان هناك عدة أشخاص يعملون على التوثيق، يفضل أن نتحدث إلى بعضنا البعض وأن ننظم حلقات دعم للتعبير عن مشاعرنا وأرائنا حول المقابلات بشكل منظم.

• يجب أن نتذكر أنه قد تتراكم لدينا مشاعر غضب، يمكن مشاركتها فيما بيننا

• يفضل أن يكون لدينا طبيب نفسي يعمل مع المجموعة وأن يكون مستعد للعمل مع الأفراد.

ملحوظة: بالرغم من أنه يجب ألا نقطع وعودا كاذبة إلا أنه في الوقت نفسه يجب ألا ننهي مقابلتنا بمشاعر العجز
- يفضل سؤال الناجيات عن رأيهن فيما نستطيع نحن أو نشطاء ومجموعات أخرى فعله للحد من تلك الانتهاكات، من الممكن أن تكون لديهن أفكار لم تخطر في بالنا من قبل.

- يفضل أن نطلب من الناجيات اللاتي تمت مقابلتهن (إذا كان ذلك مناسبا) إخبارنا بما يردن القيام به أو يستطعن القيام به لتغيير وضعهن الحالي.

ثالثا: جمع أدلة الطب الشرعي من الناجيات من الإغتصاب أو الإعتداء الجنسي

يتسم الفحص الذي يتم من قبل الطب الشرعي للناجيات من الإغتصاب أو الإعتداء الجنسي بأهمية شديدة للغاية فهو يختلف تمام الإختلاف عن أي فحوصات طبية أخرى يتم إجرائها للناجيات لأن الهدف من وراء تدخل الطب الشرعي دائما ما يكون بحث تفصيلي عن أدلة يمكن أن تستخدم للتحقيق في الإعتداء.
بشكل عام هناك مراحل وطرق طبية مختلفة لفحص الناجيات من الاغتصاب أو الاعتداءات الجنسية من بينها:
1- تقييم للإصابات الجسدية الحادة عن طريق طبيب طوارىء.

2- التقييم الجسدي والنفسي والعلاج من قبل فريق طبي، بما في ذلك أطباء مدربين لفحص الاعتداء الجنسي وأخصائيين إجتماعيين ونفسيين لحالات الاغتصاب.

3- إذا كان الوقت ضيق بالنسبة للناجية، فينبغي أن يتم جمع الأدلة سريعا. الفحص الطبي قد يستغرق 6 ساعات، أثناء ذلك ينبغي على الطبيب اللذي يتعامل مع الاعتداءات الجنسية أن يسأل الناجية عن وصف لفظي لما حدث أثناء الاعتداء وأن يحاول تجميع أدلة سواء مادية أو من خلال الـ DNA .

أثناء التقييم الأولي في الحالات التي يوجد فيها إصابات جسدية بجانب صدمة نفسية حادة:
- يجب أن تعطى الناجية الأولوية باعتبارها حالة طارئة.

- يفضل دائما أن يكون الكشف أو الفحص عن طريق طبيب/طبيبة أو ممرض/ممرضة من نفس الجنس.
- ينبغي الحصول على موافقة قبل الفحص وأن تكون النتائج سرية ما لم توافق الناجية على غير ذلك.

ما الذي ينبغي على الأطباء أن يبحثوا عنه؟
في حالات الإغتصاب أو الاعتداءات الجنسية غالبا ما يتعامل الأطباء مع محاولات إختناق، إصابات حادة في الرأس والوجه والجذع والأطراف، وإصابات ناتجة عن الولوج.

كذلك يلاحظ إصابات دفاعية مثل تمزقات وجروح وكدمات على اليدين والمناطق الباسطة من الذراعين والفخذين، وقد تحدث إصابات طفيفة مثل آثار عض.

الإصابات الشرجية و التناسلية لا تلاحظ عادة بعد الاعتداء الجنسي، وعدم وجود هذه الإصابات لا يعني أنه لم يكن هناك إعتداء، الفحوصات البصرية وحدها تحدد الإصابات الشرجية والتناسلية في أقل من نصف الناجيات.

و تزيد معدلات تحديد هوية المعتدي من 53% إلى 84% في حالات استخدام تقنيات الرؤية المتقدمة مثل:
- المنظار المهبلي (Colposcopy).
- صبغة أزرق التولويدين (Toluidine Blue Stain).

الحدود الزمنية لجمع أدلة الطب الشرعي:
- 12 ساعة بعد الإعتداء المهبلي ( فحص الرواسب على الملابس و الجسم).
- 24 ساعة بعد الاعتداء عن طريق الفم أو الشرج.

للحصول على موافقة مسبقة من الناجية لجمع الأدلة، يجب علينا:
• سؤال الناجية ما إذا كانت تريد إجراء الفحص.
• إبلاغ الناجية أن يمكنها إنهاء الاختبار في أي وقت.
• شرح الغرض من الفحص مثل جمع الأدلة، حساسية الوقت... الخ.
• لا تتحمل الناجية أي تكاليف للفحص.
• شرح الفوائد من جمع الأدلة الآن (وهذا لا يعني أنه يجب على الناجية رفع قضية جنائية مثلا، ولكن يبقى الخيار لديها متاحا دائما).
• موافقة الناجية يجب أن تكون هي مرجعيتنا الأولى والأخيرة. وبالتالي إذا قاومت أو رفضت الناجية في أي وقت إجراء جزء ما من الفحص فعلينا التوقف فورا عند هذا الجزء والعودة إليه في وقت لاحق. يجب أن نتذكر طوال الوقت أثناء الفحص أنه من مصلحة الناجية الشعور بأنها صاحبة الأمر والنهي فيما يتعلق بجسدها.

يمكن الحصول على أدلة في أماكن مختلفة:
إذا كانت الناجية ترتدي نفس الملابس التي كانت ترتديها وقت الاعتداء الجنسي، فينبغي فحص تلك الملابس للكشف عن بقع سائل منوي أو دم وكذلك الشعر والمواد الغريبة وكذلك ينبغي البحث عن آثار عنف مثل تمزق، أوساخ... الخ.

يمكن استخدام مصدر للضوء الفوق بنفسجي لمسح البقع التي تلمع في هذا الضوء مثل السائل المنوي واللعاب، وينبغي أن تحدد البقع التي ظهرت تحت الأشعة الفوق بنفسجية بعلامات دائرية بقلم حبر لا يمحى.

يتوجب أيضا على الناجية أن تخلع ملابسها على ورقة بيضاء نظيفة لجمع أي مواد غريبة قد تقع على الأرض من جسدها أو ملابسها (مثل شعر المعتدي). يجب أن تطوى الورقة جيدا وبشكل دقيق لمنع فقدان أي أدلة وتقدم لمختبر الطب الشرعي لتحليلها. يفضل كذلك جمع العناصر ذات الصلة بالملابس (مثل السراويل المبقعة أو التنانير) حيث تجفف وتحفظ في أكياس بلاستيكية قبل أن ترسل إلى المختبر. يجب أن تكون هناك ملابس احتياطية متوفرة في حال إحتاجت لها الناجية.

أنواع الأدوية التي يجب توافرها في حالات الإغتصابات والاعتداءات الجنسية (* تشير هذه إلى الأدوية الضرورية والأساسية):
- أدوية لعلاج الأمراض المنقولة جنسيا (STD).*
- أدوية للوقاية من التعرض لفيروس نقص المناعة (PEP).*
- حبوب منع الحمل الطارئة (IUD).*
- Tetanus Toxoid - Tetanus Immunoglobulin.
- لقاح التهاب الكبد B.
- مهدىء للآلام (مثل الباراسيتامول).
- مخدر موضعي في حالة الخياطة.*
- مضادات حيوية لعلاج الجروح.*

الوقاية من الأمراض:
يجب أن يقدم لجميع الناجيات مضادات الميكروبات لمنع الأمراض المنقولة جنسيا ما لم يكن هناك سبب طبي يمنع ذلك.

من بين الأدوية المستخدمة:
- Ciprofloxacin 250 جرام وDoxyclclin 100 جرام لمدة 7 أيام، إلى جانب Metronidazole جرعة 2 جرام stat (From Dundee) .
- هناك أدوية يجب أن يتم تناولها لمدة 28 يوما لإنقاذ الناجية مما يعرف علميا باسم العلاج الوقائي بعد التعرض للفيروس (HIV post-exposure prophylaxis) وهذه الأدوية هي: (Zidovudine (ZDV or AZT و(Lamivudine (3TC.

اختبار الأمراض المنقولة جنسيا:
يجب أن تخضع الناجية للإختبارات اللازمة لتجنب الأمراض المنقولة جنسيا وينبغي أن تكون تلك الإختبارات سرية للغاية، ولا ينبغي أن تدرج ضمن أدلة الطب الشرعي حتى لا يكون هناك أي نوع من انتهاك لخصوصية الناجية إذا لم ترد الإفصاح عن إصابتها بمرض ما. وفي حالة رغبة الناجية في الشروع في اتخاذ إجراءات قانونية يمكن استخدام نتائج الاختبار ضد المعتدي في المحكمة.

كما يجب أن يقدم للناجية اختبار فيروس نقص المناعة البشري (HIV) ومثله مثل أي اختبار آخر يجب أن يتم بموافقة الناجية بعد أن نشرح لها أسبابه وتفاصيله وينبغي أن تتبع النتائج استشارة عن فيروس نقص المناعة (HIV).

الحمل:
- ينبغي أن يقدم اختبار الحمل قبل أن توصف أي أدوية أخرى، النساء الحوامل يجب أن تأخذ بعض المضادات الحيوية.
- هناك حاسبة مخصوص للحمل يمكن أن تحدد عمر الجنين.
- يفضل استخدام وسائل منع الحمل في حالات الطوارئ وأخذ الحبوب في غضون 72 ساعة من وقت حدوث الاغتصاب لتقليل فرص حدوث الحمل بنسبة أكبر من 75%.

 

* قام بتيسير الجلسات والمناقشات والمساهمة في إعداد الورقة الباحث سكوت لونج.

رابط دائمhttp://nazra.org/node/219