تأتي ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هذا العام بعد قرابة عامين على قيام ثورتنا في الخامس والعشرين من يناير، ثورتنا التي فتحت لنا أبواب الحلم والأمل لتغيير وطننا ليصبح مساحة نستطيع العيش فيها.
مررنا طوال ما يقرب من العامين الماضيين بالعديد من الأحداث التي انتهكت فيها حقوق الإنسان وأصبح في معظم الأوقات لفظ "حقوق الإنسان" بلا معنى مع انتهاكات متكررة لأناس طالبوا فقط بأبسط حقوقهم "عيش - حرية - عدالة اجتماعية".
وفي خضم كل تلك الأحداث يظهر خطاب "حقوق المرأة" جليا لشخص مثلي معني بالأساس بحياة مختلفة لي ولمثيلاتي اللاتي يطالبن بان يكن لهن حق الاختيار والدفاع عن اختياراتهن وتحملها.
انبهر الجميع بمشاركة النساء في الأيام الأولى للثورة وظل السؤال داخلي كيف لم تلاحظنا كل تلك الجموع قبل ذلك؟، وتعللت أننا جميعنا كنا نستكشف وطننا ورفاقنا واختياراتنا. وتطور الحديث عن النساء ودورهن وحقوقهن التي هي جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان وعن خطاب الحركة النسوية السياسي وأكملت النساء مسيرة نضالهن طوال تلك العامين وتعرضن للعديد من الانتهاكات وتألمن وفي نفس الوقت خلقن مساحات لم نكن نحلم بها من قبل.
وأقف اليوم متأملة مشهد مؤلم من نساء كشفت على عذريتهن، ضربن وسحلن، اغتصبن وانتهكت أجسامهن وغيرهن كان عليهن أن يقدمن اختيارات ثورية في حياتهن الشخصية وفي المجال العام ينتظرن فقط تحقيق حلمهن من أحقيتهن في الاختيار، تحملن ما حدث لهن أو تواصلن مع من تعرضن لذلك بالعديد من الآليات الدفاعية الصامدة للمحافظة على مساحتهن ومحاولات لخلق مساحات أخرى.
إن بلورة خطاب نسوي ضمن خطاب حقوق الإنسان يستوجب احترام حقوق الإنسان في المقام الأول، وأن نطور آلياتنا لنكتسب مساحات وان يحترم الجميع اختياراتنا ووجودنا لنحقق أحلامنا ونحقق اختياراتنا.