ما بين مجرد التعبير عن آرائي على حسابي الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، والتعبير عن رأيي علناً، تكمن قصة نضال، مقاومة وأمل؛ قصة غيرتني إلى الأبد.
كان يوم 13 يونيو 2011 هو اليوم الذي غير حياتي وتصوري للعالم في كثير من النواحي. في هذا التاريخ، حصلت على الخطاب النهائي لفصلي من جامعة بوليتكنك البحرين، أنا وأكثر من ستين طالب آخرين، وتم منعي من التقدم بطلب الالتحاق بأي جامعة أخرى في بلدي. لم يتم فصلي من الجامعة بسبب درجات منخفضة، أو نسبة غياب عالية، أو لأنني خرقت قواعد سلوك المعهد. في الواقع، قبل أن يتم طردي بفترة صغيرة قال الرئيس التنفيذي لجامعة بوليتكنك علنياً خلال اجتماع للموظفين "إيمان تمثّل نوعية الطالب التي تسعى بوليتكنك البحرين على إنتاجه."
إذن فلماذا يفصلون هؤلاء الطلبة؟
أعلم أنه شيء غريب، إلا أنه تم فصلي بسبب مشاركة محتويات مؤيدة للديمقراطية على حسابي الشخصي على فيسبوك بعد أن قام النظام بقمع المتظاهرين السلميين بالعنف. تم فصل طلاب من الجامعة فقط بسبب آرائهم السياسية، وذلك في دولة تزعم أنها تحترم وتقر بحق كل شخص في حرية الرأي والتعبير.
حاول أصدقائي وعائلتي جاهدين إقناعي باستكمال دراستي في الخارج، وبالرغم من أن الدراسة بالخارج كانت دائماً حلماً لي لكن في ذلك الوقت لم أشعر أنها الخطوة الصحيحة. لم أكن أحب فكرة الحرمان من التعليم في بلدي وأن العديد من الطلاب الآخرين توقفوا عن تبادل آرائهم السياسية خوفاً من أن يتم فصلهم بنفس الطريقة؛ لتلك الأسباب قررت أن أبقى وأن أحارب حتى أستعيد حقي.
حتى أتمكن من البقاء متحمسة والحفاظ على تركيزي، وضعت أربعة أطر على جدار غرفتي، واحد يحتوي على خطاب قبولي في الجامعة الذي حصلت عليه عام 2010، والثاني يحتوي على خطاب فصلي من الجامعة، وتركت الاثنين الآخرين فارغين حتى أضع في أحدهم خطاب عودتي للجامعة، والآخر لشهادة تخرجي. كل ليلة قبل أن أذهب إلى النوم أنظر إليهم وأفكر أنه سيأتي اليوم الذي سأملأ فيه الأطر الفارغة. في الوقت الذي كنت أكافح فيه للتعامل مع مستقبلي الذي أصبح فجأة غير واضح وضبابي، صرت أرى وأفهم العالم بشكل أكثر وضوحاً من أي وقت مضى. وعلى الرغم من أنهم منعوني من حضور المحاضرات، إلا أنني تعلمت دروس أعظم، تلك التي لا يمكن تدريسها ولكن فقط نمر من خلال المرور بها.
بعد ثمانية أشهر من النضال أمضيتها في الاتصال بمنظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية، والاحتجاج، وتطبيق كل فكرة بسيطة يمكن أن تساعد قضيتنا، أعيد كل الطلاب المفصولين لاستكمال دراستهم، وأخيراً استطعت أن أضع خطاب عودتي للجامعة الذي طال انتظاره، مما يتركني في انتظار ملء آخر إطار بشهادة تخرجي. حتى ذلك الحين، قد أواجه المزيد من العقبات، وقد أحتاج إلى مزيد من الأطر لأضعها بين الأطر المعلقة الآن على الجدار. لست متأكدة مما سأواجهه في المستقبل، لكن هناك شيء واحد متأكدة منه وهو، مهما كان الثمن سأدافع دائماً عما أؤمن به.